ليست فصيلة البشر هي الوحيدة في استخدام التكتيكات والتلاعب وأسلوب العصا والجزرة لحشد الهمم والتعبئة الشعبية مهما كان الغرض منها.

كشفت دراسة علمية حديثة تناقلتها وسائل إعلامية أن إناث القردة الخضراء تحض الذكور على المشاركة في مبارزات مع مجموعات مناوئة أخرى من خلال تقديم مكافآت إلى القردة الأكثر شجاعة والتعدي على الأكثر حذرا.

وأوضح الخبير في القردة في جامعة زيوريخ جان ارسونو “إنها المرة الأولى التي نثبت فيها أن فصيلة أخرى غير البشر قادرة على استخدام تكتيكات تقوم على التلاعب بما يشمل العقاب والثواب، للحض على المشاركة في معارك بين مجموعات مختلفة”.

ولخص الباحثون إلى أن الإناث تستخدم أحيانا بعد حصول مناوشات سياسة “العصا والجزرة” لحث الذكور على خوض المعارك في المرات اللاحقة.

وكانت الإناث تزيل القمل من وبر الذكور كمكافأة لها بعد المشاركة في معارك.

وفي المقابل، كانت القردة الإناث تصرخ وتقترب من الذكور على نحو تهديدي في حال توانت الأخيرة عن المشاركة في المعارك. وفي بعض الأحيان كانت الإناث تذهب إلى حد الاعتداء الجسدي على الذكور.

كانت هذه القردة تعمد إلى تشكيل “حلف” (من أنثيين أو أكثر) لتفادي ردات الفعل الخطرة من الذكور وفق جان ارسونو، قبل مهاجمة الذكور التي يفوق حجمها ذلك العائد للإناث بمرة ونصف المرة،

وتؤتي هذه الاستراتيجية المزدوجة ثمارها إذ أن الذكور المدللة كانت “تواصل المساعدة خلال المعارك اللاحقة” وفق جان ارسونو فيما باقي الحيوانات المعاقبة كانت تنضم لاحقا إلى صفوف القتال.

واكد العالم بأن “الإناث كانت تستخدم سياسات التلاعب هذه عندما كان الهدف من التنافس الحصول على طعام مهم بالنسبة لها نظرا إلى الحاجة لهذا الغذاء في تربية الصغار”، لافتا إلى أن “تجنيد ذكور لهذه المهمة يزيد فرص الحصول على هذه الموارد”